الأحد، 11 أبريل 2010

هل إن نقد المعارضة من المحرمات ؟

هل إن نقد المعارضة من المحرمات ؟
بقلم : نبيل الرباعي
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن ظاهرة جديدة بدأت تبرز على الساحة السياسية التونسية تتمثل في انضمام أشخاص من رحم السلطة إلى المعارضة التونسية دون الانتماء لحزب بعينه.
لكن المثير للجدل هو نشاطهم المنحصر في عدة مقالات تنشر على شبكة الانترنات متوحدة الموضوع والمضمون غير أن السؤال المطروح الآن على الساحة هو أسباب انضمام هؤلاء الأشخاص إلى المعارضة في وقت تمر به هذه الأخيرة بظروف صعبة ؟
بادئ ذي بدء لابد من توضيح الصورة للقراء حتى يتمكنوا من فهم مغزى هذه المقالة وقراءة ما بين سطورها للوقوف على الأزمة التي تعاني منها المعارضة التونسية.لقد مرت ولازالت حركة النهضة بأزمة مستفحلة إذ أن أفرادها مورست عليهم العديد من الضغوطات النفسية والمادية متمثلة في انتهاك لحرمتهم ولإنسانيتهم من طرف أجهزة السلطة وقد برزت العديد من الأسماء في هذا المجال.
هؤلاء الأشخاص كانوا في ما مضى ضمن أجهزة السلطة واليد التي تضرب بها لتحقق أهدافها وغاياتها حيث أنهم قاموا بالعديد من الانتهاكات في الإسلاميين بحكم مسؤولياتهم التي تبوءوها في السلطة والحزب وكانت أعمالهم يندى لها الجبين إذ أنهم مارسوا شتى وسائل القمع سواء منها المادية أو المعنوية من اعتداءات جسدية ولفظية فمن الشتم والسب إلى الركل والضرب المبرح إلى الوسائل التعذيبية الأكثر تطورا مما يجعلهم من المقربين للسلطة فمنه من أحدث شعبة دستورية أمام منزل الشيخ راشد الغنوشي ببن عروس لمراقبة تحركاته وسلب مكتبته كما قام بزيارات لمراكز الاعتقالات بحكم وظيفته التي كان يقوم خلالها بتحريض المسؤولين الأمنيين على التضييق على المعتقلين الإسلاميين بدعوى تعليمات الرئيس كما يقوم شخصيا بالتفنن في إهانة الموقوفين.
غير أنه بعد كل تلك الامتيازات التي منحت لهم انقلبوا فجأة من النقيض إلى النقيض فبعد المدح والوفاء والالتزام الممنوح للسلطة وخاصة في شخص رئيس الدولة أصبح هذا الأخير رمزا لمقالاتهم المنددة والمعادية له وذلك بعد أن سلبت منهم جميع الامتيازات الممنوحة لهم وبعد أن منوا بخيبة أمل في حصولهم على مناصب وزارية.
يبدو أن نقد رئيس الجمهورية ونشر بعض الممارسات التي مورست في عهدهم وادعائهم بأن كل ذلك بأمر رئاسي يعفيهم من مسؤوليتهم أمام الله أو الشعب ويبوئهم البراءة كي يكونوا في طليعة المعارضين ؟
لابد قبل كل شيء أن يصارحوا الشعب بكل مصداقية بما قاموا به من أعمال شنيعة حتى يتبين الخط الأسود من الأبيض ويعلنوا توبتهم وطلب الصفح من ضحاياهم حتى لا ينخدع الشعب فيهم.
حرر في تونس 06 مارس 2006
نبيل الرباعي ناشر، سجين سابق إسلامي في العهدين
الهاتف : 361.487 98

الفراغ الديني دفع الشباب التونسي إلى العنف الكروي

الفراغ الديني دفع الشباب التونسي إلى العنف الكروي
هذه بركات محمد الشرفي الوزير المخلوع للتربية والمعارض اليساري حاليا.
بقلم : نبيل الرباعي*
تعرضت بنتا لم تتجاوز الثالثة عشر من عمرها إلى اعتداء أثيم بمناسبة مقابلة في كرة القدم ، وذلك إثر تصادم بين أنصار جمعيتي الترجي الرياضي التونسي والنجم الرياضي الساحلي على مستوى محطة الاستخلاص بالطريق السريعة بهرقلة وخلفت أضرارا مادية جسيمة وقد أحيل هؤلاء الشباب على فرقة إدارة القضايا الاجرامية بتونس وعلى إثرها على القضاء بتهم المشاركة في معركة والإضرار عمدا بملك الغير وعرقلة حركة الجولان طبقا لأحكام الفصول 220 و304 و315 من القانون الجزائي والفصل 84 من مجلة الطرقات وهذه الفصول تصل أحكامها إلى خمسة سنوات سجنا.
ولم يتعرض لدراسة هذه الظاهرة طيلة هذه المدة الفارطة من خلال الجرائد اليومية والأسبوعية أو التلفزة التونسية إلى المسألة الدينية.
إن المهم في علاج هذه الظاهرة الخطيرة ليس اصدار عقوبات ضد هذا أو ذاك الأهم هو مراجعة الأسباب التي أدت إلى هذه الظاهرة العريبة عن مجتمعنا التونسي وبهذا نرى نتيجة السلطة في محاربة ظاهرة التدين في المجتمع من خلال محمد الشرفي وأتباعه اليسار في مناهجه التعليمية.
ولم يعد بإمكان السلطة تجاهل الظاهرة وعدم فتح المجال السياسي لوجود الحركة الإسلامية المعتدلة وإلا ستواجه مسرحيات من العنف من طرف الشباب لم يجدوا من مرجع يستأنسون به ولا من زاد ينهلون منه ولا من متنفس يفتقون فيه مواهبهم وقدوة حسنة يحتذى بها.
إلا عندما ضربت القيم الدينية لدى الشباب باسم مقاومة خصم سياسي ألا وهو حركة النهضة التونسية طيلة التسعينات حوربت القيم التي كانت تشكل أهم سياج يحصن الشباب.
وسيبقى العنف في الملاعب وخارجه ملاذ الشباب الأخير ما لم تراجع السلطة خياراتها تجاه الظاهرة الدينية.
حرر في تونس 04 أفريل 2006
نبيل الرباعي ناشر، سجين سابق إسلامي في العهدين
الهاتف : 361.487 98