الخميس، 30 أبريل 2009

في ظلال مستهل السنة القضائية الجديدة 2007-2008

في ظلال مستهل السنة القضائية الجديدة 2007-2008
سقطت المعارضة اليسارية الراديكالية
بقلم نبيل الرباعي*


أعلن مساء الأحد غرة جويلية 2007 عن فوز الأستاذ البشير الصيد بعمادة المحامين بفارق 110 صوتا على منافسه مرشح التجمع الأستاذ شرف الدين الظريف في الدور الثاني من الانتخابات فيما نجح محامو التجمع في الظفر بخمسة مقاعد من جملة سبعة مخصصة للهيئة الوطنية للمحامين فيما فاز الأستاذين سعيدة العكرمي حرم نور الدين البحيري ومحمد نجيب بن يوسف بمقعدين عن الشق الإسلامي في قطاع المحاماة وبذلك أسدل الستار على منافسة انتخابية حرة ونزيهة وهي لا تخلو من دلالات سياسية هامة.
كانت المفاجأة مذهلة خسر محامو اليسار في انتخابات وأن غالبية المحامون لا يرغبون فوز مرشحين من اليسار بما فيهم الإسلاميون إن ما حصل هو توجيه رسالة إلى السلطة من طرف الإسلاميين العنصر الفعال الجديد في قطاع المحاماة في نطاق مساعي المصالحة التي يسعى إليها إسلاميو الداخل.
كما أسفرت الانتخابات المتعلقة بالفروع الجهوية للمحامين على انتخاب رؤساء ومكاتب للفروع الثلاثة أي تونس سوسة صفاقس على سقوط قائمة اليسار أمثال شوقي الطبيب ومحمد جمور ومحمد الهادفي.
أما فيما يخص مرشحو السلطة فقد تلقى كلهم تطمينات بالدعم الكامل علما وأن عدد المحامين المنتمين للتجمع يقدر بـ 1200 محامي وهذا الأمر يدل على تعدد الأجنحة داخل التجمع مما يعبر على أزمة ، وما تصويت بعض المحامين التجمعيين تصويتا احتجاجيا لصالح البشير الصيد يؤكد ذلك ولقد جند التجمع كل طاقاته فحجز الغرف بالفنادق الفاخرة وتكفل بكافة مصاريف التنقل والغذاء طيلة أيام المؤتمر.
المتساقطون في الطريق
1) مترشحي العمادة :
أ- المترشح الأستاذ محمد النوري
تحصل على 134 صوتا في انتخابات عمادة المحامين من أصل 5487 محامي أي بنسبة 2.4%.
كانت بدايته بانضمامه للطلبة الدستوريين ثم وفي أواخر الثمانينات تقرب من حركة الاتجاه الإسلامي بتقديم خدمات لكوادرها ورموزها أثناء الحملة الأمنية عليهم من طرف سلطة بورقيبة بإيواء بعض رموز الحركة أمثال المهندس حمادي الجبالي في فترة فرارهم وإثر نشره لمقالة في جريدة الفجر التابعة لحركة النهضة تم ايقافه حيث سلطت عليه عقوبة سنة سجن بعد ذلك قام بتولي رئاسة الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين قبل الاستقالة منها بسبب عدم مساندة رموز التيار الإسلامي له في قطاع المحاماة في الإنتخابات كما شارك في حركة اضراب 18 أكتوبر بوصفه رئيس الجمعية ومما سبق ذكره فإن ترشحه لانتخابات العمادة ما هو إلا مجرد أنانية ونرجسية من جهة أولى خاصة بعد تقديم النصيحة له بعدم جدية الترشح من قبل المحامين الإسلاميين ومن جهة ثانية تحضيرا من النظام لإضعاف وتشتيت أصوات الناخبين المساندين للأستاذ البشير الصيد وادخال البلبلة في صفوف المحامين الإسلاميين بوصفه منسوبا إليهم وما تصرفه بعد النتيجة وأثناء الحملة إلا دليلا على تفاهة هذا العجوز الراغب في النجومية على حساب غيره.
وإثر فشله في انتخابات العمادة الذي دفع ما يفوق 300 ألف دينار لم تكفيه لشراء 300 صوت مما جعله يفقد بقية عقله وتوازنه فتارة يقدم على الإستقالة من الجمعية ثم يتراجع عن دلك وإنكاره لوجودها وطورا يقوم برشوة أعضاء الجمعية لإعادة انتخابه على رأسها وطورا آخر يعلم المحيطين به بنيته في الترشح للإنتخابات الرئاسية القادمة (سنة 2009) كما أنه في مرحلة أخرى يقوم بالتهجم بالسب والشتم والإدعاء بالباطل على أحد الرموز التاريخية لحركة النهضة وهو زميل له في المهنة" الشيخ عبد الفتاح مورو" وذلك بتحريض من بعض أطراف امنية وقد سبق وأن فبرك شريط فيديو من طرف السلطة للمس من شرفه هذا الرمز وتعرضه أيضا إلى عدوان من المدعو حمة الهمامي بفبركة شريط فيديو للمس من مصدقيته الشيء الذي ما زاده إلا صلابة وقوة وشموخا ومكانة سامية عند كل الذين عرفوه.
ولا عجب في كل ما وقع التطرق إليه فالرجل معروف باختصاصه في تدليس عقود ملكيات الأراضي خاصة وأن له سند هام وهو صهره الوزير السابق وأحذ منظري النظام في القضاء على الحركة الإسلامية وهو الصادق شعبان. إن المعروف عن عائلة محمد النوري أن أغلب أفرادها يعانون من انتكاسات نفسية وعقلية عميقة جعلت زوجته ليلى النوري تتخلى عن مهنة القضاء ثم مهنة المحاماة لأسباب صحية لتتفرغ للتداوي بين تونس والخارج رفقة أشقائها محمد امين النوري ومحمد علي النوري الذين يعانيان من نفس العوارض العقلية بوصفهما أبناء عم محمد النوري الذي تأتيه بين الحين والآخر نوبات عصبية وعقلية حادة. فهل سيكون من الصعب عليه القيام بأي نشاط لا أخلاقي ولا قانوني آخر ؟
ب- الأستاذة راضية النصراوي
حصلت هي بدورها على 151 صوت في انتخابات عمادة المحامين من أصل 5487 محامي أي بنسبة 2.7% وهي معروفة بانتمائها إلى أقصى اليسار وبتخصصها في المتاجرة بقضايا السلفيين والمناضلين وهي تعتمد أساليب الاستفزاز والتهجم على هيئة المحكمة أثناء المرافعة لجهلها للقانون والتهكم على السلطة في غيره محله.
ت- الأستاذ إبراهيم بودربالة
حصل على 196 صوت في انتخابات عمادة المحامين من أصل 5487 محامي أي بنسبة 3.5% وهو محسوب على التجمع وكان من أتباع مشغليه في السلطة كاتب الدولة السابق للأمن الوطني محمد علي القنزوعي زد على ذلك عدم مراهنة التجمع عليه بسبب فشله المتكرر في الدورات السابقة وهو عجوز أعزب اشتهر بجولاته في مقاهي وحانات شارع الحبيب بورقيبة ليلا.
ث- الأستاذ منصور الشفي
حصل على 105 صوت في انتخابات عمادة المحامين من أصل 5487 محامي أي بنسبة 1.9% وهو محسوب على الوزير الأول السابق حامد القروي ونائب رئيس التجمع حاليا وما ترشحه إلا مجرد تحريض من بعض رموز السلطة لكسر وإضعاف اليسار الراديكالي من جهة وتشريكه من جهة أخرى وهو معروف بإنتمائه لليسار ويعتبر سابقا من أقطابه.
2/ مترشحي العضوية
أ‌- الأستاذ عبد الرؤوف العيادي
سبق له الترشح للعمادة في سنة 2004 وتحصل على 52 صوت من أصل 4206 أي بنسبة 1.23% كما فشل في انتخابات العضوية لهذه السنة. عرف ببدايته اليسارية المتطرفة ثم انتهى به المطاف إلى الانتماء للمعارضة الراديكالية حيث يشغل خطة نائب رئيس حزب التجمع من أجل جمهورية المرزوقي وهو حزب نكرة على الساحة السياسية.
والجدير بالذكر وأن هذا الأخير كان ملاكما في النادي الصفاقسي اتسمت مسيرته الرياضية بالفشل الذريع.
والأستاذ عبد الرؤوف العيادي المحامي الحالي والملاكم السابق اشتهر بعصبيته وارتزاقه من القضايا السلفية وفبركة معارك وهمية مع النظام والاعتداء بالعنف على عون أمن بسيط ببهو المحكمة الابتدائية بتونس حتى يضمن برقيات المساندة وحوالات الارتزاق بتعلة أن البوليس السياسي نصب نفسه حارسا على حرفاء مكتبه الفاخر بقلب العاصمة مانعا إياهم من الدخول مما يفقده لموارد الرزق.
إن الرموز البالية في المعارضة قضت على مصداقية التعددية حيث أن العاطلين منهم يملكون منازل وسيارات وأرصدة بنكية ويؤمون النزل والمطاعم الفاخرة ويتمكنون من التكفل بمصاريف دراسة أبنائهم في الخارج في حين أنهم يفتقرون إلى موارد تسمح لهم بهذه النفاقات لولا الارتزاق بالعمالة للخارج أمثال حمة الهمامي ومنصف المرزوقي وغيره من الموجودين على الساحة.
ومن آخر بدعهم ما قام به الأستاذ العياشي الهمامي الصديق الحميم للمحامي والملاكم الفاشل عبد الرؤوف العيادي الذي اتهم النظام بحرق مكتبه وذلك غاية منه للتمعش من هذه الحادثة بالرغم من أن كل الاستنتاجات تؤدي إلى ضلوعه في حصول الحادث لجذب الأنظار إليه بعد فشل زملائه اليساريين في انتخابات المحامين وكان له ذلك حيث أن المحامين قاموا بالتبرع له لتجديد مكتبه
وفي مستهل السنة القضائية الجديدة نتمنى أن وزارة الإشراف -أي وزارة العدل- تواصل فتح باب الحوار مع الهيئة الجديدة وتسلك حوارا جديا وبناءا ونزيها بعيدا عن الحلول الأمنية وكذلك القطع مع اسناد القضايا ذات الصبغة الدينية والسياسية وخاصة منها قضايا السلفية لقضاة عرفوا بانتماهم اليساري المتطرف وممارساتهم المتعصبة ضد الإسلام أمثال القاضي محرز الهمامي والمعروف عنه أنه كان من بين الطلبة الذين قاموا باقتحام مسجد كلية الآداب بمنوبة وعبثوا بمحتوياته لكن الشاذ يحفظ ولا يقاس عليه حيث أن قطاع القضاء لا يخلو من ذوي الهمم الصادقة وأصحاب المبادئ والقيم النبيلة والبعيدين كل البعد عن متاهات الصراع السياسي حتى لا تعطي ذريعة للمحامين سالفي الذكر لإستخدام وسيلة التهجم على النظام كمحور أساسي في مرافعاتهم. فالسلطة يجب أن تقتنع بأنه لا ضمان لأي محاكمة عادلة بدون دفاع حر مستقلا وأن المحامي حينما يؤدي دوره الفاعل في تحقيق المحاكمة العادلة يجب أن تتوفر له الضمانات المادية والمعنوية و. فالمحاماة لا تنفصل قطعا عن السياسة فكنه رسالتها الدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان فدورها التاريخي هو الدفاع عن القضايا الجوهرية قضايا العدل والحرية ولا يمكنها أن تصبح مسرحا للسياسة كما أن كل تصرف مشين من المحامين لا يلزم إلا أصحابه فقطاع المحاماة يبقى دائما شامخا.أسا

حرر في تونس 01 اكتوبر 2007

* سجين إسلامي سابق
الهاتف : 361.487 98 (216) +
E-mail : rebai_nabil@yahoo.fr


الشيطان الأكبر وأقزامها العملاء في الوطن العربي الإسلامي

الشيطان الأكبر وأقزامها العملاء في الوطن العربي الإسلامي
بقلم نبيل الرباعي*

تم تنفيذ حكم الإعدام شنقا في حق الرئيس العراقي صدام حسين فجر عيد الإضحى المبارك وفي يوم عيد المسلمين. نفذ الحكم في كنف الظلام ودون مراعاة لمشاعر المسلمين , حيث يشنق رجل عربي مسلم بالتزامن مع نحر الأضاحي في بلد عربي مسلم ينص دستوره في أولى سطوره على ألا يقع تنفيذ أحكام الإعدام في المناسبات الدينية.
إنها قمة الاستهانة والاستفزاز لمشاعر المسلمين في عيدهم من طرف الشيطان الأكبر أمريكا الظالمة وبأيدي أقزامها العملاء في الوطن العربي الإسلامي وتحديدا في القطر العراقي بلد كان في يوم من الأيام عاصمة للخلافة.
اغتيال صدام هو اغتيال رمز سياسي وتنفيذ الإعدام الهدف منه ضرب المقاومة ونموذج رفض التوجه الأمريكاني في العالم .
فبالنسبة للأمريكيين صدام تجاوز الخط الأحمر بعد أن أعلن التمرد والعصيان على أمه بالتبني –أي أمريكا- فكان إعدامه عملية انتقامية وعبرة ورسالة إلى كل العرب والمسلمين وخاصة القادة. إن قوات الاحتلال وعملائها أرادت أن تتوجه برسالة إلى كل حاكم عربي بأنه إن لم يخضع لتوجيهات الأمريكانية-الاسرائيلية فسيكون مصيره مثل مصير صدام حسين. إن صدام حسين حكم واعدم لصلابته (وان كانت فترة حكم صدام قد تغطت عليها عديد الأشياء السيئة وكان الرجل دكتاتوريا في حكمه يحكم شعبه بالحديد والنار وقمع كل نفس ديمقراطي وكل معارض لرأيه وكان لعبة في أيدي الأمريكان باحتلاله الكويت مرورا بشن حرب لمدة 8 سنوات ضد جارته إيران إثر قيام الثورة الإسلامية المباركة إلخ... لكن تقييم فترة حكمه الآن ليس مناسبة ).
إن اللوبي الصهيوني هو وراء العملية بقيادة بوش الحقير إذ أعلن صراحة شن حرب صليبية ضد الإسلام والمسلمين.
يجب أن يتعض الجميع مما حصل في العراق .
إن احتلال العراق لم يكن في يوم من الأيام لنشر الحرية والديمقراطية ولكن كان للإستيلاء على خيراته أولا وحماية الدولة الإسرائيلية ثانيا وبغاية تأديبية ثالثا. لكن بعد الجريمة النكراء التي مست المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ظهرت جليا حقيقة الأمريكان. وأن كل ما قيل ويقال هو مجرد ادعاءات حول نشر الديمقراطية بالعالم العربي والوقوف ضد الطغاة العرب لكن الحقيقة أن أمريكا لا تخدم إلا مصالحها الذاتية وبذلك سقط قناع الصداقة الغربية لمشروع الديمقراطية في العالم العربي ومنها تونس الحبيبة.
ونتساءل اليوم عن موقف أصدقاء بوش الذي اتهم الإسلام بالفاشية والعرب المدافعين عن أراضيهم وحقهم بالإرهاب مما يجري اليوم وغفروا لأمريكا التي يعتبرونها خشبة النجاة لتحقيق الديمقراطيات والحريات العامة في العالم العربي ؟
إن الشعب هو القادر على بناء نظام يرتضه فهو صاحب الحق وهو أقوى من الجلادين والمحتلين حتى وإن وصل الأمر إلى الموت وإن المشهد خلق في نفوس هؤلاء إصرارا ونية لبدء عمل ما لتحرير بلادهم ووقوف صدام بتلك الشجاعة والقوة والتحدي جاء بمثابة الرجة وأعطى الرجل درسا للجميع. إن المستقبل والفخر هو للمقاومة وليس للتواطؤ مع الاحتلال والتمسح على أعتاب السفارة الأمريكانية.

سجين إسلامي سابق
الهاتف : 361.487 98

المقال القادم ان شاء الله
وين وين الملايين ياعم حمادي وين وين الملايين
كم قبض العم حمادي (محمد الفرجاوي) من الملايين من أموال الشعب في صفقة ترويض الدكتور الصحبي العمري .
- بأي حق تنفق الملايين من أموال الشعب على الدكتور الصحبي العمري .... ؟
ماهو سبب رفع الدكتور الصحبي العمري قضية استعجالية لدى مصالح رئاسة الجمهورية في الطلاق للضرر ضد العم حمادي.
ما هي وقائع قضية استيلاء العم حمادي على محصول ضيعة عائلة الصحبي العمري ؟
هل لمجموعة العم حمادي وجليسه عمار الرواحي دور في محاولة اغتيال الصحفي بن فضل وتعنيف بعض رموز المعارضة ؟ .
ماهي علاقة عم حمادي بالمصالح المختصة بوزارة الداخلية " الأمن السياسي " و مصالح رئاسة الجمهورية .
أي دور للمصالح الأمنية برئاسة الجمهورية في الحياة السياسية؟
كم دفع للمغتربين ممن اختلفوا مع توجهات حركة النهضة وعلى رأسهم الأزهر عبعاب من أموال الشعب للتخلي عن العمل السياسي و الرجوع إلى الحضيرة ؟ .
ما هي حقيقة إدارة العم حمادي لمجموعة من الطلبة بزعامة الطاهر قرقورة ومجموعة أخرى من أعوان الأمن الداخلي ؟
أسرار تنشر لأول مرة .

مرة أخرى يظهر الجلاد المجرم حمادي حلاس شهر محمد الناصر من خلف الستار

مرة أخرى يظهر الجلاد المجرم حمادي حلاس شهر محمد الناصر من خلف الستار
[وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقآء يومكم هذا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين] (الجاثية: 34)
بقلم نبيل الرباعي*

أعلن مساء الثلاثاء 5 نوفمبر 2008 بمناسبة الذكرى 21 لتحول السابع من نوفمبر عن إطلاق سراح بقية مساجين حركة النهضة (حركة الاتجاه الإسلامي سابقا) الواحد والعشرين شخصا بمن فيهم مجموعة ما عرفت بقضية باب سويقة الذين حوكموا سنة 1991 فبعضهم قضى في السجن قرابة 18 سنة بصيغة السراح الشرطي بتوصيات من لدن سيادة الرئيس زين العابدين بن علي وبهذا كانت المفاجأة مذهلة لليسار الانتهازي الموجود بالمعارضة وأجهزة الدولة.
قد تمثل هذا العفو مؤشرا لرفع المظلمة عن هذه الحركة والمساهمة في تقليص وتخفيف حدة التوتر داخل الحركة الإسلامية وكذلك سحب البساط من متاجري حقوق الإنسان بالداخل والخارج وبالتالي المساهمة في تنقية المناخ السياسي العام بالبلاد الذي مازال مثقلا بمضاعفات أحداث سليمان الأخيرة فملف الحركة الإسلامية أصبح يمثل ملفا لا بد من إزالة الغبار عليه والاهتمام به خاصة أن حركة النهضة ما تزال تمثل الرقم الصعب في المعادلات السياسية و الحقوقية (صحيح إن الحركة اضعفت كثيرا وتراجع أداؤها من جراء حملات اعتقال قياداتها و كوادرها والمنتمين إليها والمتعاطفين معها وقد بلغ عدد الموقوفين في حملة سنة 1991 ،ما يفوق 100 إلف شخص ومن جهة أخرى اضعفت أخطاء قيادة حركة النهضة في أسلوب التعامل مع النظام بعد التحول ) قياسا لحركات المعارضة الموجودة على الساحة خاصة أن حركة النهضة بدأت منذ مدة في إرجاع وهيكلة نفسها بالداخل فليس من المعقول في شيء أن تعالج مشكلة تواجد الإسلاميين بأسلوب أمني متصلب متشدد وبعيدا عن الحوار.
إن العنف الذي بدأ ينتشر بشكل ملفت للنظر لدى بعض الأطراف ومجموعة إسلامية صغيرة يرجع إلى عديد الأسباب :
أولا : إن الساحة الإسلامية منذ إقصاء أم الحركات الإسلامية "حركة النهضة " أصبحت غير مؤطرة بشكل يحول دون تسرب الجهل إلى الكثير من أبناء هذه الساحة.
ثانيا : تعامل السلطة مع الإسلاميين عن طريق الإقصاء والإيقافات والمحاكمات عوضا عن الحوار وإن الذين يرغبون في استئصال الإسلاميين من الوجود يخطؤون حين يعتبرون أن الإيقافات والاعتقالات والسجون قد تستأصل الحركة الإسلامية ونتيجة هذا أي طريقة التعامل والأساليب المعتمدة قد ولدت تيارا يرفض الواقع بشكل عنيف .
إن العقائديرن يعتبرون ذلك جهادا في سبيل الله وبلاءا يثابون عليه في الآخرة والطريقة الوحيدة لإيقاف باب العنف المخيف هو الحوار .
إن العفو الرئاسي المفاجئ أربك العديد من الأطراف المتنفذة في البلاد وخاصة منهم المندسين في أجهزة الأمن الذين يعارضون التقارب والتصالح والوفاق بين سيادة الرئيس زين العابدين بن علي و قيادة حركة النهضة لاعتبارات ذاتية جعلتهم يتمعشون من ملف الإسلاميين بالسمسرة والبزنس والابتزاز وخاصة من ملف المغتربين وجزء من الإسلاميين الرافضين للمصالحة .
وفي هذا الإطار تم إيقاف الدكتور الصادق شورو الرئيس الأسبق لحركة النهضة الذي لم يمض على إطلاق سراحه إلا شهر واحد اثر العفو الرئاسي الأخير بعد ثمانية عشر عاما قضاها في السجن منها أربعة عشر سنة في السجن الانفرادي .
لا تستقيم فبركة تهمة وهمية لا واقعا ولا قانونا للزج بالدكتور الصادق شورو في السجن بتعلة "الاحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها" اذ أنه أدلى بتصريح لقناة الحوار اللندنية القريبة من الإسلاميين وبسرعة البرق تم إيقافه يوم الأربعاء 03/12/2008 من طرف البوليس السياسي بقيادة أحد تلاميذ اليساري المندس الجلاد المجرم محمد الناصر وحامل الراية من بعده عبد الله الحطاب مدير إدارة الأبحاث الخاصة للاستعلامات العامة التابعة لوزارة الداخلية مرفوقا بأحد أعوانه عبد المجيد مطيبع وزمرة من الأعوان.
لقد كانت زيارة عبد الله الحطاب الاستفزازية للتهكم على الدكتور الصادق شورو في عقر داره طالبا منه عدم الإدلاء بالتصريحات الصحفية وطرد زواره من المهنئين له بالعفو الرئاسي وأمام رفض الدكتور الصادق شورو الامتثال لهذه الصيغة من التعامل الهمجي الذي ذكرنا بسنوات التسعينيات كانت قضية الحال تعبيرا عن رفض هذا العفو الرئاسي من طرف جلادي أجهزة الأمن وكذلك إصدار رسالة إلى كل المفرج عنهم و المغتربين لردعهم وإرهابهم. والتصدي بشتى الأساليب لأي مبادرة من لدن سيادة رئيس الدولة تجاه طي صفحة الماضي وإزالة أسباب التصدع السياسي والحقوقي مع حركة النهضة حتى يكون هذا الموضوع علكة تلوكها أطراف تتاجر بمأساة غيرها من صلب النظام والمعارضة الانتهازية .
أحيل يوم الجمعة 05/12/2008 الدكتور الصادق شورو على وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية تونس 1 الذي أحاله بدوره على المجلس الجناحي بالدائرة 8 برئاسة القاضي محمد علي بن شويخة وعينت جلسته ليوم 06/12/2008 حيث تم استنطاقه فيها ورفض القاضي مطلب السراح المقدم له وأخرت القضية لجلسة يوم 13/12/2008 للدفاع....
ولا يختلف اثنان ممن مروا على صراط الأبحاث والتحقيقات الأمنية تعمد إدارة الأبحاث الخاصة بالإدارة العامة للاستعلامات بوزارة الداخلية تضخيم التهم و الملفات بمعلومات مضللة وخاطئة وتلاعب بالقانون والعديد من التجاوزات كلما تعهدت بالبحث في ملف من هذه الملفات مقارنة بفرق أخرى أذكر منها إدارة أمن الدولة بوزارة الداخلية التي تتمتع بالجدية وعدم تلفيق التهم جزافا.
ولا يسعني إلا أن أتوجه إلى كل الإسلاميين بعدم الوقوع في الفخ المنصوب لهم من طرف أعداء المصالحة الوطنية وعدم الرد على استفزازاتهم المقيتة والرامية إلى تكدير صفو الجو العام بالبلاد كما عليهم الاستفادة من التجربة الماضية .
والغريب أن أصحاب الأحزاب اليسارية الراديكالية و العلمانية والجمعيات" الحقوقية " الغير مرخص لها يتحركون بكامل الحرية دون رقيب ولا حسيب ويدعون للعصيان المدني ويصدرون البيانات ويدلون بالتصريحات التلفزية على الفضائيات ويتلقون الدعوات في السفارات الأجنبية للمشاركة في المؤتمرات والندوات والمآدب التآمرية بالداخل و الخارج .
وفي هذا الصدد أناشد بحرص وتأكيد سيادة رئيس الجمهورية على فرض واحترام قرار عفوه الرئاسي و ليس الأمني الذي يحاول عبد الله الحطاب وزبانيته ومن ورائهم اليسار الانتهازي وأصحاب النفوس المريضة إجهاضه بعد أن استحسن العالم بأسره شجاعة سيادة الرئيس وجرأته في اتخاذ القرارات الريادية التي تجذب البساط من أقدام المستهترين. كما أناشد سيادته بالتدخل لرفع هذه المظلمة على الدكتور الصادق شورو ورجائي كبير حتى يولي سيادته هذا الموضوع مزيدا من العناية والحرص.
و حتى لا تتحقق الأهداف الأمنية التي يسعى أصحابها إلى نفور المتغربين من العودة إلى تونس وافتعال مأساة حديدة ليجد الجلادون من رواسب المندس الجلاد محمد الناصر ذريعة لإعادة حملة إيقافات الإسلاميين وإتباعهم لإجهاض مساعي سيادة رئيس الجمهورية في تجاوز رواسب الماضي .
حرر في تونس 10 ديسمبر 2008
* ناشر و سجين إسلامي سابق في العهدين
الهاتف : 361.487 98 (216) +
E-mail : rebai_nabil@yahoo.fr

TUNISNEWS www.tunisnews.net 8 ème année, N° 3124 du 11.12.2008

عربي والباي عطاه حصان (مثل شعبي تونسي)

عربي والباي عطاه حصان (مثل شعبي تونسي)

بقلم نبيل الرباعي*


في مساء يوم الأحد الموافق للسابع من شهر جانفي 2007 وعلى الساعة التاسعة ليلا بينما كنت عائدا لمنزلي الواقع في قلب العاصمة وفي شارع رئيسي كثيف الحركة صحبة ابنتي البالغة من العمر أربعة سنوات ولما هممت بفتح الباب مرت بجانبي سيارة شرطة من نوع 4 × 4 كتب عليها شرطة النجدة حاملة للرقم 18765 والراجعة إلى شرطة النجدة بساحة علي البلهوان بباب الخضراء تونس تجاوزتني ثم عادت إلى حيث أقف وفتحت أبوابها وقد كان بداخلها ثلاثة أعوان أرعبتهم لحيتي فطالبوني بالاستظهار ببطاقة هويتي فقمت بتسليمها مخاطبا إياهم "بتفضل" فما كان منهم إلا أن ترجلوا من السيارة شاهرين السلاح وخاطبوني بلهجة تهديد متوجهين نحوي بالعديد من الأسئلة ومنها سبب إطالتي لشعر ذقني وسبب وجودي في هذا المكان كما أن أحدهم قال لي بالحرف الواحد "شنوة معناها اتفضل" فأجبتهم بأنه منزلي وقد كنت بصدد فتح الباب للولوج إليه وفي الأثناء خرجت زوجتي وباقي أبنائي وهم جميعهم قصر حيث لا يتجاوز عمر كبيرهم الأربع سنوات فما كان من أحد الأعوان إلا أن طلب منها الدخول ولما حاولت الاستفسار عن الأمر قام بشتمها وسبها والتفوه نحوها ببذيء الكلام أمام أطفالها ثم قاموا بدفعي داخل السيارة من الخلف شاهرين أسلحتهم في وجهي دون مراعاة لمشاعر أطفالي الذين كانوا يمسكون بملابسي والشيء من مأتاه لا يستغرب وتلفظوا نحوي بالعديد من الشتائم وقال لي كبيرهم الذين علمهم العجرفة "شبيك ماكش في الجبل إنت من الجماعة" وهناك فهمت أنه يقصد السلفيين وقاموا باقتيادي إلى مركز الأمن بباب سويقة مستفسرين عن عون الإرشاد حيث لم يقع العثور عليه (عون الإرشاد نسبة إلى فرقة الارشاد المهتمة بالمسائل السياسية بالمنطقة الراجعة لها بالنظر) الذي كان متواجدا بمركز الأمن بالحفصية فقاموا بنقلي إلى هناك. ولما عرضوا عليه الأمر على نحو مغاير للحقائق حيث ادعوا أني قمت بمخاطبتهم بطريقة فضة وغير ملتزمة تليق بمقامهم كأعوان أمن وهنا تدخل عون الإرشاد لسماعي ثم قام بتهدئة الأجواء وخاطبني بكل لباقة ولياقة وحاول شرح الأمر حيث أن الظروف التي تمر بها البلاد في هذه الفترة وبعد الأحداث الأخيرة فإن الأعوان كانوا في حالة توتر مما ساهم في حصول سوء تفاهم وطلب مني المغادرة صحبة عائلتي التي لحقت بي إلى مركز الأمن.
وخلاصة القول أنه من غير الجائز تكليف أشخاص غير مؤهلين في الحقيقة هم من بقايا البورقيبية متخرجين من مراكز محو الأمية الراجعة إلى محاضن أطفال بورقيبة وإقحامهم في ملفات كهذه خطيرة وهم غير قادرين على التعامل معها بشكل حضاري وتعودوا أن أعمالهم تنحصر في التدخلات العضلية لفض المعارك بين المنحرفين والنشالين وجمع الغنائم من الانتصاب الفوضوي والتستر على النشالين لتقاسمهم كل ما يغتنمه هؤلاء فمن غير المعقول أن يقوم أشخاص بهذه المواصفات بإلقاء التهم جزافا على المواطنين الأبرياء وجرهم إلى مراكز الأمن بدون وجه حق مما ينجر عنه شحن الضغينة والحقد وقد يؤدي هذا الوضع إلى ما لا تحمد عقباه وإدارتهم المشرفة عليهم "عزوزة ما يهمها قرص" أي إدارة الأمن العمومي الراجعة بالنظر إلى الإدارة العامة للأمن الوطني بوزارة الداخلية التونسية.
وختاما أسأل الله أن يكون في يوم من الأيام على موعد مع أحد السلفيين الحقيقيين وأن يتصرف معه بمثل ما فعل معي وعندها سيتلقى الرد المناسب.

حرر بتونس في 10/01/2007

--------------------* سجين إسلامي سابق ، قاطن 4 نهج أحمد بيرم باب سويقة تونس 1006 ، الهاتف : 361.487 98

هل من حل لمشكلة ترسيم المساجين المحاكمون والمحالون بقانون الإرهاب من الطلبة

هل من حل لمشكلة ترسيم المساجين المحاكمون والمحالون بقانون الإرهاب من الطلبة
..."فأصبر صبرا جميلا إنّهم يرونه بعيدا ونراه قريبا"...

بقلم نبيل الرباعي*
طيلة العطلة الصيفية والطلبة المحاكمون تحت عنوان قانون الإرهاب وهم يتصلون بمختلف المؤسسات الجامعية التابعين لها بالنظر لتقديم مطالب في إعادة الترسيم بعد أن قضوا العقوبة السجنية المحكومين بها وإلى اليوم لم يقع تسجيل أي منهم ، ومن هؤلاء نذكر الطالب سهل البلدي ابن القيادي المعروف الأخ الفاضل البلدي رئيس حركة الاتجاه الإسلامي سابقا وأحد قياديي مبادرة الشيخ مورو سنة 1991 وأحد أهم دعاة المصالحة الوطنية فقد تقدم بمطلب تسجيل للمعهد الوطني للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا وآخر لجامعة قرطاج التابعة لها بالنظر وثالث لوزارة الإشراف أي وزارة التعليم العالي ولكنه لم يتلقى إلى حد الآن جوابا علما أن الدراسة قد بدأت منذ أسبوعين وباتصاله مرات عديدة بمعهده كان الجواب دائما أن رئاسة جامعة قرطاج لم تأذن بالتسجيل ولنا أن نسأل من هي الجهة المسؤولة عن هذا التسويف هل هي وزارة التعليم العالي أم هي وزارة الداخلية ؟ كما لنا أن نسأل هل المطلوب ادماج هؤلاء الشباب في الحياة العامة من جديد حتى لا يعودوا للخطأ أم أن المطلوب دفعهم دفعا للتطرف والإرهاب ؟ أم هي دعوى للفاضل البلدي للعودة إلى العمل السياسي ؟
وقد كنا أشرنا في مقال سابق إلى التهديد الذي تعرض له الطالب سهل البلدي من طرف رئيس مركز الأمن بحي الغزالة بعدم تمكينه من الترسيم في السنة الدراسية القادمة وهي السنة النهائية له إذ لم يتعامل معه وذلك بمده بتقارير يومية على نشاط أبيه. وهذه الممارسات من شأنها أن تكون ذريعة للمعارضة اليسارية الراديكالية حيث يتخذونها وسيلة للتهجم على النظام كمحور أساسي في تحركاتهم.
ولما انسدت السبل أمام الطالب سهل البلدي توجه إلى عدل التنفيذ الأستاذ عصام الشابي وهو أحد أقطاب الحزب الديمقراطي التقدمي التابع للمعارضة اليسارية الراديكالية للقيام بمحضر مصاحبة لتقديم مطلب تسجيل طالبه بمبلغ مائة دينار والحال أن أجرة أي محضر لا تتجاوز الثلاثين دينارا ، هذه بعض تصرفات الداعين للديمقراطية ورفع المظالم عن الناس.
والجدير بالقول أنه من غير المعقول والمقبول أن تتداخل توجهات وزارتين منفصلتين تماما عن بعضهما على جميع الأصعدة لتؤثر إحداهما على قرارات الأخرى ، قرارات مصيرية تمس العمود الفقري للبلاد ألا وهم الشباب الذين وإن أخطأوا فمن واجبنا جميعا أن نرشدهم إلى الصواب خاصة وأن من أهم أولويات سيادة الرئيس زين العابدين بن علي الإهتمام بالشباب حيث أنه في كل مناسبة يوصي بإعطاء الفرص وبتشجيع الشباب ماديا ومعنويا. لذا فمن البديهي أن تساهم وزارة التعليم العالي بإعطاء فرص جديدة للشباب الذي زلت به القدم والأخذ بيده لمساعدته على الإندماج من جديد في المجتمع
من غير المعقول أن يتوجه أي شخص يعاني من مشكلة مماثلة إلى سيادة الرئيس زين العابدين بن علي ليجد الحل عنده في مسألة بسيطة خاصة وأن مسؤولياته جسام وإهتماماته أكبر من هذه المشاكل البسيطة والتي لا تستوجب كل هذا اللغط.
وفي الختام أناشد سيادة رئيس الجمهورية بالتدخل لرفع هذه المظلمة ورجائي كبير حتى يولي هذا الموضوع مزيدا من العناية والحرص وعلى إعطاء أبنائنا فرصا جديدة تساهم في إرجاعهم إلى الطريق السوي وحتى يسحب البساط من تحت أقدام المستفيدين من معاناة الناس والمستغلين لهم بتعلة مساعدتهم للوصول إلى مبتغاهم.

حرر بتونس في 23 سبتمبر 2008
* ناشر و سجين إسلامي سابق الهاتف : 361.487 98 (216) +
E-mail : rebai_nabil@yahoo.fr

سباق العمادة والصراع على آخر موقع

سباق العمادة والصراع على آخر موقع للمعارضة اليسارية الراديكالية

بقلم نبيل الرباعي*
أيام قليلة تفصلنا عن غرة جويلية 2007 وعن النتائج النهائية لانتخابات هيئة المحامين حيث يسدل الستار على المعركة الانتخابية حامية الوطيس خاصة وأنها تحولت إلى معركة سياسية بين الفرقاء.فلمن ستكون الغلبة في نهاية المطاف وكفة من ستكون الراجحة ؟تأتي هذه الانتخابات مختلفة على سابقيها وخاصة انتخابات سنة 2004 بالنسبة للنظام خاصة بعد أن استرجع قواه ومواقعه وتغير الوضع العالمي لصالحه. وتزامنت مع عجز هيئة الأستاذ عبد الستار بن موسى في فرض وجودها على الساعة إلى درجة إتهام وزير العدل السيد البشير التكاري علنا هيئة المحامين بالسرقة والاختلاس دون تمكن هذه الأخيرة من رد هذا الاتهام وتبرئة ساحتها. وتزامنت أيضا مع تفاقم أزمة قطاع المحاماة ومصافحة البيانات الانتخابية والمطبوعات التي تطرح نفس القضايا مثل موضوع التغطية الاجتماعية وتوسيع مجال التدخل ومعهد المحامين والصعوبات بالنسبة للمحامين المتمرنين وكرامة المحامي واحترام حقوق الدفاع والاستقلالية وحصانته بالإضافة إلى ارتكازهم في البيانات الانتخابية على تدهور الوضع المادي لهم وقلة الموارد إلى حد التباكي وبذلك تتشابه اقتراحاتهم ووعودهم ولم يأتوا بالجديد. كما أن هذه الانتخابات اتسمت بالانقسام في صفوف اليسار الراديكالي وذلك بمساندة الأستاذة راضية النصراوي للترشح لمنصب العمادة رغم مساندتهم للعميد السابق الأستاذ بشير الصيد وبذلك تتشتت أصواتهم.

1- مترشحي العمادة : المترشح الأول الأستاذ بشير الصيد هو قومي التوجه وسبق وأن تم ايقافه في قضية عمالة للنظام الليبي في عهد الوزير الأسبق محمد مزالي على إثر تحويل مبلغ خمسين ألف دينارا إلى حسابه بالمغرب الشقيق مما يجعل امكانية تعامل السلطة معه من الأمور المستحيلة وذلك بحكم مواقفه وتحالفاته مع اليسار الراديكالي الذي يستغله في مواجهته مع النظام. كما أنه أنفق من صندوق الهيئة في فترة رئاسته للعمادة ما قدره عشرة آلاف دينارا لمصاريف علاج أحد أقطاب اليسار الأستاذ احمد نجيب الشابي فهل لو كان محامي من مدنين أو قفصة مر بظروف صحية صعبة سينفق عليه هذا المبلغ ؟المترشح الثاني الأستاذة راضية النصراوي وهي معروفة بانتماءها إلى أقصى اليسار وبتخصصها في قضايا السلفيين حديثا وتعتمد على التفصي من المرافعات بعدم أخذ الكلمة في بداية الجلسة وبحلول دورها ترفض بتعلة أن الوقت تأخر كثيرا وتطالب بتأجيل القضية وفي صورة مرافعتها تعتمد أسلوب الاستفزاز والتهجم على هئية المحكمة أما المترشح الثالث وهوالأستاذ محمد النوري المعروف بانتماءه الإسلامي (علما وأن في بدايته كان من الطلبة الدستورين) وترأسه للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين قبل الاستقالة منها بسبب خصومته مع رموز التيار الإسلامي في قطاع المحاماة أمثال الأستاذ نور الدين البحيري لعدم مساندته ودعمه في الانتخابات وذلك لعدم جدية ترشحه وأن تصويت الإسلاميين له سيكون بدون جدوى تذكر. وفي خصوص المترشح الرابع وهو الأستاذ إبراهيم بودربالة والمحسوب على التجمع فحظوظ نجاحه صعبة خاصة بعد فقدان أحد مشغليه في السلطة كاتب الدولة السابق للأمن الوطني محمد علي القنزوعي وتصعب مراهنة التجمع عليه بسبب فشله المتكرر في الدورات السابقة.أما بالنسبة للمترشح الخامس الأستاذ شرف الدين الظريف فهو محسوب على مهني المهنة ومعروف بعلاقته الطيبة مع جميع الأطراف بمن فيهم التجمعيين وله حظوظ في الترشح للدور الثاني وزيادة على ذلك إعطاءه التعليمات للمحامين التجمعيين بالتصويت له في الدور الأول في اجتماعهم المنعقد بمدينة المنستير.والمترشح السادس الأستاذ صلاح الدين الشكي فهو أيضا له حظوظ وافرة وعلاقته طيبة مع الجميع ويراهن عليه الإسلاميون هذا مع أنه كان ينتمي للحزب الشيوعي التونسي سابقا.أما فيما يخص المترشح السابع والعميد السابق للمحامين الأستاذ منصور الشفي المعروف بإنتماءه لليسار ويعتبر من أقطابه فما ترشحه لانتخابات العمادة إلا مجرد تحريض من النظام لكسر شوكة اليسار الراديكالي وإضعافه كما وسبق له أن تحصل على أربعة نيابات وله علاقات طيبة مع رموز السلطة أمثال حامد القروي الوزير الأول سابقا ونائب رئيس التجمع حاليا والأكيد أن من خلال تصفح برنامجه الانتخابي يتبين موافقة طرحه مع طرح النظام خاصة فيما يخص نقاط الخلاف مع الهيئة الحالية أي صيغة انخراط المحامين بالصندوق وتسيير معهد المحامين ....ويحمل الهيئة الحالية وسابقيها مسؤولية تعميق الأزمة داخل قطاع المحاماة وربما في تأزيم العلاقة بين المحاماة والسلطة مما يجعل حظوظه وافرة خاصة مع مراهنة النظام عليه.

2- مترشحي العضوية : الأستاذ نجيب بن يوسف كان قياديا في حركة النهضة واستقال منها إبان محنة الإسلاميين سنة 1991 احتجاجا على ممارسة بعض أعضاءها للعنف (حرق مقر لجنة التنسيق بباب سويقة) ويتفق الجميع على أن هذا الأخير يتمتع بمساندة ومكانة وشعبية في صفوف المحامين وبحب وتقدير يقل أن يتمتع به غيره لأخلاقه الرفيعة والتزامه المهني وأكبر دليل علاوة على ذلك حصوله على أصوات لمحامين تجمعيين في انتخابات الفرع. الأستاذة سعيدة العكرمي لها تجربة حقوقية بانضمامها إلى الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين حيث شغلت خطة كاتبة عامة وهذه الجمعية معروفة بتبني حركة النهضة لها وهي زوجة الأستاذ نور الدين البحيري المحامي الإسلامي المعروف باحتواءه للمحامين الاسلاميين وتوجيههم وبذلك سيكون التصويت لها تصويتا سياسيا. وبذلك تكون المرة الأولى التي يتقدم فيها الشق الاسلامي في قطاع المحاماة بمترشحين للعضوية معروفين بانتماءاهم لحركة النهضة وبترشيحهم للأستاذ نجيب بن يوسف والأستاذة سعيدة العكرمي سيتمكنون من تحديد وزنهم في القطاع خاصة وأنه في السابق تعودوا على مساندة بعض المترشحين المتعاونين أو المتعاطفين معهم. الأستاذ عبد الرؤوف العيادي سبق له الترشح للعمادة في سنة 2004 وتحصل على بعض الأصوات (52 صوتا من أصل 4206) وهو معروف ببدايته اليسارية المتطرفة ثم الانتهاء بانتماءه للمعارضة الراديكالية (حزب تجمع من أجل جمهورية المرزوقي) كما عرف عنه عصبيته واشتهاره في الآونة الأخيرة بالدفاع في قضايا السلفيين تطوعا منه ودفاعا عن الحريات وذلك بتقاضيه لأتعاب رمزية قدرت في بعض الأحيان بألفي دينارا بالنسبة للمتهم الواحد وتتمييز مرافعاته بعدم تطرقه إلى النواحي القانونية بل يعتمد على استفزاز القاضي والتطاول على السلطة في غير موقعها ومعروف عنه أيضا مشاركته في الندوات وجولاته في العواصم الأوروبية للدفاع على حقوق المواطن التونسي الكادح وفضح النظام القائم بدعوى من الجمعيات الحقوقية المقيمة بالخارج تحت اشراف وانفاق البرلمان الأوروبي …..وقد وصل به الأمر في بعض الأحيان إلى فبركة معركة مع عون أمن بسيط في بهو المحكمة الابتدائية بتونس وبذلك تهاطلت عليه برقيات المساندة وهو يعتبر أن القضاء غير مستقل في درجتي التقاضي الابتدائية والاستئنافية ومع ذلك يقوم في مرحلة أولى بتعقيب القرارات الصادرة عن دائرة الاتهام مع علمه المسبق بوقوع الرفض حتى يتمكن من الحصول على أتعاب اضافية ولا يختلف اثنان أن القضايا السياسية لا تخضع إلى مقياس
قانوني بل إلى توجهات سياسية في جميع الدول العربية.فهل يقدر اليسار الراديكالي على افتكاك موقع العمادة والهيئة ؟
حرر في تونس 28 جوان 2007 سجين سابق إسلامي الهاتف : 361.487 98 E-mail : rebai_nabil@yahoo.fr

الأربعاء، 29 أبريل 2009

أما آن الأوان في تونس للترفع عن القشور بين المعارضة الإسلامية وبقايا اليسار المندس في أجهزة النظام

بقلم نبيل الرباعي*
طيلة سبعة عشر سنة والأخ الفاضل البلدي رئيس حركة الاتجاه الإسلامي سابقا وأحد قياديي مبادرة الشيخ مورو سنة 1991 وأحد دعاة المصالحة يتعرض إلى المراقبة المستمرة وللمضايقات الأمنية. حيث أنه ممنوع من استخراج جواز سفر كتعرضه العديد من المرات إلى مضايقات في عمله كتاجر متجول وذلك بحجز السلع التي بحوزته بدون موجب قانوني بإيعاز من السفاح اليساري المندس في وزارة الداخلية المدعو محمد الناصر عندما كان مديرا لإدارة بالاستعلامات العامة التابعة لوزارة الداخلية قبل طرده منها .أما آخر الانتهاكات في حق المناضل الفاضل البلدي فهي تعمد رئيس مركز الأمن الوطني بحي النصر العبقرية الأمنية الفذة مضايقته بطريقة أكل عليها الدهر وشرب كحجز ابنه سهل البلدي الذي قضى عقوبة سالبة للحرية بموجب قانون الإرهاب طيلة ثلاثة أيام متتالية من السابعة صباحا إلى الثامنة ليلا مع التنكيل به وتجويعه وذلك أيام زيارة الرئيس الفرنسي سركوزي إلى تونس من جهة ومن جهة أخرى تهديد ابنه بعدم تمكينه من الترسيم في السنة الدراسية القادمة وهي السنة النهائية له إذ لم يتعامل معه وذلك بمده بتقارير يومية على نشاط أبيه بالإضافة إلى الزيارات الليلية لمقر سكناه دون المراعاة لحرمة العائلة يا لها من حماقة ، أيعقل أن قيادي في وزن الفاضل البلدي أحد أبرز مؤسسي تنظيم الحركة والمعجز للقيادات الأمنية سابقا في ترصد تحركاته قد يتمكن ابنه اليافع من ترصده ومعرفة كل تحركاته ؟لكن الشاذ يحفظ ولا يقاس عليه حيث أن قطاع الأمن لا يخلو من ذوي الهمم الصادقة والبعيدين كل البعد عن الممارسات اللاأخلاقية التي يمارسها البعض وخاصة المكلفين بمراقبة المساجين السياسيين السابقين حيث أنهم يكثرون من التقارير المقدمة لرؤسائهم والمحتوية على الكثير من الحيف والزيف لتكون طريقهم للترقية على حساب حياة غيرهم. وهذه الممارسات من شأنها أن تكون ذريعة للمعارضة اليسارية الراديكالية التي كانت المنظر والمحرض الأساسي في حملة سنة 1991 ضد الإسلاميين. وبعد يأسهم من تولي حقائب وزارية كمنظريهم الوزير المخلوع محمد الشرفي ... جعلتهم يلجأون إلى المعارضة ويتخذون مثل هذه الممارسات العقيمة كوسيلة للتهجم على النظام كمحور أساسي في تحركاتهم. فمن له المصلحة في كل هذه الممارسات ؟ هل أن البقية الباقية من اليساريين الموجودين داخل أجهزة النظام لها علاقة بكل ذلك تضامنا مع زملائهم الذين فقدوا كل مواقعهم في مؤسسات المجتمع المدني وحفاظا على مراكزهم وذلك بافتعال معركة وهمية مع الإسلاميين ؟وخلاصة القول أنه من غير الجائز تكليف أشخاص غير مؤهلين في الحقيقة وإقحامهم في ملفات كهذه خطيرة أي ملف السلفية الجهادية وهم غير قادرين على التعامل معها. فمن غير المعقول أن يقوم أشخاص بهذه المواصفات ولا مصلحة لهم إلا الحفاظ على مراكزهم التعامل مع هذه الظاهرة الجديدة بهذه الوحشية مما ينجر عنه شحن الضغينة والحقد وقد يؤدي هذا الوضع إلى ما لا تحمد عقباه والحال أنه يجب دراسة هذه الظاهرة أي السلفية الجهادية وإيجاد الحلول الملائمة لها حتى لا تتكرر مأساة جديدة كبعث لجنة من العلماء والشيوخ الثقاة وذات مصدقية لدراسة الظاهرة واقتراح الحلول الملائمة لإيقاف هذا الإنحراف في فهم الإسلام وتكون تابعة لسيادة رئيس الجمهورية وذلك بمحاورة المناصرين لفكر السلفية الجهادية داخل السجن وخارجه وإقناعهم والأخذ بيدهم للرجوع على فكرهم الخاطئ ومصالحتهم مع الإسلام.وآخر ما نشير إليه و نحن في هذه المرحلة أن نعيد تصور الصراع القائم بين السلطة والمعارضة الإسلامية في إطار التكامل الإيجابي داخل الوطن الواحد آملين أن يحدد الطرفين فهمهما للحوار والتعامل ورفضهما لمفهوم التعامل القائم على الصراع والمواجهة ، مؤكدين على أن اختلافنا شعوبا و قبائلَ لا يحتوي على أي شكل من أشكال الامتياز بل لكل منّا مميزاته التي تجعلنا نتكامل أحببنا ذلك أم كنا مـــــــــن الكارهيــن
حرربتونس في 5 ماي 2008* ناشر و سجين إسلامي سابق
الهاتف : 361.487 98 (216) +E-mail : rebai_nabil@yahoo.fr